هناك حضارة قد نسيناها بالفعل وهى:
حضارة مصر الفرعونية, التى أهملناها.
قد يتواجد فى مصر اعظم علماء الذرة, و قد يتواجد بها فطاحلة فى القانون, أو أساطين فى الفكر.
و لكن بد,ن" قد",
فإن مصر أكبرتملك أكبر قدر من الآثار التاريخية و الحضارية فى العالم, و لاتوجد بلد أخرى لديها مثل هذا القدر من الأدلة المادية على تواجد حضارة مصرية قديمة لا مثيل لها.
و لكن العجب العجاب, هو أن أغلب مكتشفى آثار مصر الفرعونية كانوا أجانب,
و أغلب مؤرخى التاريخ المصرى القديم كانوا أجانب,
و أكثر البلاد حرصا على آثار مصر, هى بلاد أجنبية.
و أكثر زوار لمتاحف و لآثار مصر هم أجانب.
و أغلب الكتب التى تناولت تاريخ مصر القديم , كان كتابها أجانب,
و أجمل الكتب التى نشرت تاريخ مصر الفرعونية , بالوثائق و الصور, و الطباعة الأنيقة, كانت كتب أجنبية.
و أغلب الأفلام الوثائقية, سواء السينيمائية أو التليفزيزنية , أخرجتها شركات أجنبية ,
و أجمل متاحف للآثار المصرية, توجد خارج مصر.
و يتم تدريس مصر الفرعونية فى المدارس الإبتدائية فى جميع مدارس العالم, بينما لا يحظى تاريخنا بمثل هذه العناية فى مناهج مدارسنا الإبتدائية.
و ما يحدث لتاريخنا القديم, يحدث ايضا لتارخنا المعاصر, فقد أهملناه, ووضعناه أسفل ركن السجادة, أو الحصيرة, لا نخرجه من هناك سوى للمباهاة بأننا أبناء أكبر حضارة قديمة فى العالم.,عندما لا يكون لدينا ما يمكن أن نتباهى به.
نعود إلى علماء الذرة, و فطاحلة القانون, و أساطين الفكر, و غيرهم.
ماذا يعلم الشعب المصرى عن إنجازاتهم؟
ماذا فعلت الحكومة لتقديرهم؟
ماذا فعات الجامعات بمؤلفاتهم؟
لقد أهملنا صُناع تاريخنا الحديث, كما أهملنا صُناع تاريخنا القديم.
فى المدرسة الإبتدائية. كانت وزارة المعارف العمومية تصرف لنا كتب التاريخ المصورة. و كانت مطبوعة طباعة فاخرة, و تم شرح التاريخ المصرى القديم بمصاحبة رسوم يدوية, أغلبها يمثل النقوش التى توجد على الآثار المصرية, و تشرح بأسلوب سلس سهل تاريخ مصر.
كانت هذه الكتب مُترجمة من الكتب الى يتم تدريسها فى إنجلترا, كما أن جميع الرسوم كانت صناعة إنجليزية, كما أنها, لخيبتنا, كانت مطبوعة فى إنجلترا أيضا, و هذا يفسر شكلها الفاخر الذى حببنا فى التاريخ.
إنقطعت صلتى بالتاريخ المصرى القديم إلى أن التحقت بكلية الحقوق, و كان أستاذ مادة تاريخ القانون هو " الدكاترة شفيق شحاتة" الذى كان فقيها فى تاريخ القانون المصرى الفرعونى, كما كان أبضا أستاذا فى فروع أخرى من القانون, حصل على أكثر من دكتوراة ليتمكن منها.
حببنى الدكتور شفيق شحاتة فى مادة تاريخ القانون, و كانت درجا فى هذه المادة أعلى الدرجات التى حصلت عليها فى ذاك العام.
و لكن, و كالمعتاد, فإن المنهج لم يتضمن إستمرارية لهذه المادة كمثيلتها مادة القانون الرومانى, و لكن الأسباب المعروفة أن القانون المصر وقتها كان يستمد أصوله من القانون الرومانى عبر " كود نابليون".
و انقطعت صلتى بالقانون المصرى القديم (الفرعونى) إلى أن بدأت تدريس مادة " تاريخ القانون العرفى الإنجليزى " فى إنجلترا,
و سالنى زميل :
أنت مصرى, لماذا لا تقوم ايضا بتدريس تاريخ القانون المصرى القديم؟
و كان سؤال غير متوقع, و ارتبكت, و لكنى رددت بسرعة:
كما إهتممت أنا بتاريخ قانونكم, فقد إهتم أساتذة إنجليز بالقانون المصرى القديم, و أنا سعيد بتدريس تاريخ قانونكم القديم الذى تخصصت فيه, و هم سعداء بتدريس قانوننا القديم ( أى القانون المصرى القديم) الذى تخصصوا فيه.
و انتهى الحديث, و لكنى لا أستطيع الجزم أنه صدق كلامى.
إهتممت بعد هذه الواقعة بمتابعة ما دَرسته فى الجامعات المصرية عن القانون المصرى القديم, و حصلت على نسخة مترجمة إلى الإنجليزية من مؤلفات "الدكاترة شفيق شحاتة", و كلما كان لدى وقت فراغ, كنت أقرأ , مع إحساس بالحنين إلى الماضى, كلمات قدرها الإنجليز أكثر مما قدرهتها المؤسسات الثقافية فى مصر.
و قد تنبهت الوزارات المهتمة بالآثار المصرية, و أرسلت بعثات لبعض الشباب النابه من خريجى كليات الآداب, قسم الآثار, لكى يشاركوا فى ندوات ثقافية, و دورات تدريبية, عن الإعلام المتخصص فى علم الآثار, يتم عقدها فى عواصم العالم المختلفة.
و قد اثبت بعض هؤلاء الشباب تواجدهم فى البداية, و لكن كما تعودنا, فقد أصبحت هذه البعثات الآن وقف على أقارب كبراء الدولة, و المحظوظين الذين يجدون من يزكيهم, و اصبح هدفهم ليس رفعة البلد, بل الحصول على البدلات, و المكافآت, و استيراد بضائع لأولى الأمر و الشأن الذين وضعوهم فى هذا المكان.( كما هو الحال حاليا فى وزارة االخارجية, و شركة مصر للطيران)
فى مقالى التالى , سأتحدث قليلا عن عظمة القانون المصرى القديم, العظيم بمقاييس ذلك الزمن,
و لكم تحياتى.
قد يتواجد فى مصر اعظم علماء الذرة, و قد يتواجد بها فطاحلة فى القانون, أو أساطين فى الفكر.
و لكن بد,ن" قد",
فإن مصر أكبرتملك أكبر قدر من الآثار التاريخية و الحضارية فى العالم, و لاتوجد بلد أخرى لديها مثل هذا القدر من الأدلة المادية على تواجد حضارة مصرية قديمة لا مثيل لها.
و لكن العجب العجاب, هو أن أغلب مكتشفى آثار مصر الفرعونية كانوا أجانب,
و أغلب مؤرخى التاريخ المصرى القديم كانوا أجانب,
و أكثر البلاد حرصا على آثار مصر, هى بلاد أجنبية.
و أكثر زوار لمتاحف و لآثار مصر هم أجانب.
و أغلب الكتب التى تناولت تاريخ مصر القديم , كان كتابها أجانب,
و أجمل الكتب التى نشرت تاريخ مصر الفرعونية , بالوثائق و الصور, و الطباعة الأنيقة, كانت كتب أجنبية.
و أغلب الأفلام الوثائقية, سواء السينيمائية أو التليفزيزنية , أخرجتها شركات أجنبية ,
و أجمل متاحف للآثار المصرية, توجد خارج مصر.
و يتم تدريس مصر الفرعونية فى المدارس الإبتدائية فى جميع مدارس العالم, بينما لا يحظى تاريخنا بمثل هذه العناية فى مناهج مدارسنا الإبتدائية.
و ما يحدث لتاريخنا القديم, يحدث ايضا لتارخنا المعاصر, فقد أهملناه, ووضعناه أسفل ركن السجادة, أو الحصيرة, لا نخرجه من هناك سوى للمباهاة بأننا أبناء أكبر حضارة قديمة فى العالم.,عندما لا يكون لدينا ما يمكن أن نتباهى به.
نعود إلى علماء الذرة, و فطاحلة القانون, و أساطين الفكر, و غيرهم.
ماذا يعلم الشعب المصرى عن إنجازاتهم؟
ماذا فعلت الحكومة لتقديرهم؟
ماذا فعات الجامعات بمؤلفاتهم؟
لقد أهملنا صُناع تاريخنا الحديث, كما أهملنا صُناع تاريخنا القديم.
فى المدرسة الإبتدائية. كانت وزارة المعارف العمومية تصرف لنا كتب التاريخ المصورة. و كانت مطبوعة طباعة فاخرة, و تم شرح التاريخ المصرى القديم بمصاحبة رسوم يدوية, أغلبها يمثل النقوش التى توجد على الآثار المصرية, و تشرح بأسلوب سلس سهل تاريخ مصر.
كانت هذه الكتب مُترجمة من الكتب الى يتم تدريسها فى إنجلترا, كما أن جميع الرسوم كانت صناعة إنجليزية, كما أنها, لخيبتنا, كانت مطبوعة فى إنجلترا أيضا, و هذا يفسر شكلها الفاخر الذى حببنا فى التاريخ.
إنقطعت صلتى بالتاريخ المصرى القديم إلى أن التحقت بكلية الحقوق, و كان أستاذ مادة تاريخ القانون هو " الدكاترة شفيق شحاتة" الذى كان فقيها فى تاريخ القانون المصرى الفرعونى, كما كان أبضا أستاذا فى فروع أخرى من القانون, حصل على أكثر من دكتوراة ليتمكن منها.
حببنى الدكتور شفيق شحاتة فى مادة تاريخ القانون, و كانت درجا فى هذه المادة أعلى الدرجات التى حصلت عليها فى ذاك العام.
و لكن, و كالمعتاد, فإن المنهج لم يتضمن إستمرارية لهذه المادة كمثيلتها مادة القانون الرومانى, و لكن الأسباب المعروفة أن القانون المصر وقتها كان يستمد أصوله من القانون الرومانى عبر " كود نابليون".
و انقطعت صلتى بالقانون المصرى القديم (الفرعونى) إلى أن بدأت تدريس مادة " تاريخ القانون العرفى الإنجليزى " فى إنجلترا,
و سالنى زميل :
أنت مصرى, لماذا لا تقوم ايضا بتدريس تاريخ القانون المصرى القديم؟
و كان سؤال غير متوقع, و ارتبكت, و لكنى رددت بسرعة:
كما إهتممت أنا بتاريخ قانونكم, فقد إهتم أساتذة إنجليز بالقانون المصرى القديم, و أنا سعيد بتدريس تاريخ قانونكم القديم الذى تخصصت فيه, و هم سعداء بتدريس قانوننا القديم ( أى القانون المصرى القديم) الذى تخصصوا فيه.
و انتهى الحديث, و لكنى لا أستطيع الجزم أنه صدق كلامى.
إهتممت بعد هذه الواقعة بمتابعة ما دَرسته فى الجامعات المصرية عن القانون المصرى القديم, و حصلت على نسخة مترجمة إلى الإنجليزية من مؤلفات "الدكاترة شفيق شحاتة", و كلما كان لدى وقت فراغ, كنت أقرأ , مع إحساس بالحنين إلى الماضى, كلمات قدرها الإنجليز أكثر مما قدرهتها المؤسسات الثقافية فى مصر.
و قد تنبهت الوزارات المهتمة بالآثار المصرية, و أرسلت بعثات لبعض الشباب النابه من خريجى كليات الآداب, قسم الآثار, لكى يشاركوا فى ندوات ثقافية, و دورات تدريبية, عن الإعلام المتخصص فى علم الآثار, يتم عقدها فى عواصم العالم المختلفة.
و قد اثبت بعض هؤلاء الشباب تواجدهم فى البداية, و لكن كما تعودنا, فقد أصبحت هذه البعثات الآن وقف على أقارب كبراء الدولة, و المحظوظين الذين يجدون من يزكيهم, و اصبح هدفهم ليس رفعة البلد, بل الحصول على البدلات, و المكافآت, و استيراد بضائع لأولى الأمر و الشأن الذين وضعوهم فى هذا المكان.( كما هو الحال حاليا فى وزارة االخارجية, و شركة مصر للطيران)
فى مقالى التالى , سأتحدث قليلا عن عظمة القانون المصرى القديم, العظيم بمقاييس ذلك الزمن,
و لكم تحياتى.
هناك تعليق واحد:
ايه النيو لوك ده دي المنافسة احلوت قوي
إرسال تعليق